ربما تكفي الانتصارات التي اعلن عنها النظام السوري منذ اربع سنوات الى اليوم لتغني تاريخ شعوب العالم كله، اعتقد بانه يمكننا ان نصدر انتصارات الى كل دول العالم من فائض الانتصارات التي حققناها لعقود طويلة قادمة..
وصلنا الى زمن تصيبنا حالة من الفرح الهستيري لان وزير خارجية الامارات زار دمشق والتقى الرئيس.
يمكنك مشاهدة التقرير على قناة اليوتيوب .. اضغط هنا
تغمرنا الفرحة وتملؤنا نشوة الانتصار لان ملك الاردن تفضل علينا باتصال هاتفي..
ساعات من البث المباشر والمسجل، وندوات ولقاءات على عشرات وسائل الاعلام الرسمية وشبه الرسمية والرديفة والصديقة تهلل لهذه الانتصارات.
اريد ان انوه بأن اي مشتغل بالشأن العام في اي موقع سياسي، اعلامي، انساني.. لا يجب ان تكون معركته شخصية مع النظام، وانا واحد من الناس لو ان بقاء الحال على ما هو عليه (بقاء النظام وعلى رأسه بشار الاسد) من مصحلة الناس ويعد بمستقبل افضل لهم، لكنت صمت حتى ولو كان لي ثأر شخصي مع النظام، واجبي ان اصمت واقدم مصالح الناس على مصلحتي الشخصية.
ولكن مع الاسف الحقيقة والوقائع تقول بان استمرار الامور على ما هي عليه، عدم الوصول الى حل سياسي يحدث تغييرا حقيقيا في الحياة السياسية السورية، الابقاء على الحكم في سوريا كما هو منذ نهاية الستينيات، يعني موت بطيء للجميع وخاصة لمن هم في داخل سوريا.
وهذه ليست قراءة او استشراف هذا امر واقع عايشناه في السنوات الماضية، السنوات الطويلة القاسية الماضية، الامور من سيء الى اسوأ.
لم ينفع المواطن السوري لا انتصارات عسكرية ولا انتخابات رئاسية ولا تشكيل حكومات جديدة، ولا حتى الانتصارات السياسية الاخيرة..
لماذا.. لان كل هذا وهم، احداث صغيرة غير ذات قيمة يتم تضخيمها عبر ابواق البروباغندا ولكن حصيلتها على الواقع صفرية بل سالبة حتى..
الى اليوم وسائل الاعلام السورية والايرانية تحتفي بزيارة وزير خارجية الامارات الى سوريا و الانفتاح السوري الاماراتي، وفي الوقت الذي كان يحتفل فيه باليوم الوطني السوري بمعرض اكسبو في دبي، كان السوريون يعانون وصراخهم وصل لقبرص من جراء انقطاع الكهرباء وارتفاع الاسعار وعدم توفر المواصلات..
اين الانتصارات اذا..
الحقيقة بات لازما علينا ان نعترف بان مصالح النظام ومصالح الناس عبرت مفترق طرق منذ زمن بعيد واصبح الطريق اليوم لكل منهما في اتجاه متعاكس..
ربما تسجل بعض الاحداث فتات انتصارات للنظام على مائدة الاحداث الزاخرة في المنطقة، ولكن بكل تأكيد ليست انتصارات للشعب، ومرة اخرى الواقع هو من يقول هذا وليس ما نقوله في باب التأويلات والاستشراف والتوقع..
اذا كان عمر الازمة السورية 10 سنوات فالانتصارات ما زالت تعلن في كل يوم منذ 5 سنوات.. واذا نظرنا اليوم اين السوريون من كل هذا؟
إما تراهم على الطوابير، او على وسائل التواصل الاجتماعي يلعنون ويشتمون ويصرخون..
او هم على ابواب دوائر الهجرة والجوازات محتشدين بالمئات.. او ينتظرون بالالاف على حدود دولة ما محاذية لدول الاتحاد الاوربي ينشدون الخلاص..
مرة اخرى الامر ليس معركة على نفوذ وليست ثأر شخصي، الامر قراءة واقعيه تستند الى تجربة سنوات من المعاناة.. يجب ان نكون قد فهمنا انه آن الاون لنقلب الصفحة ونبدأ فصل جديد..
نضال معلوف